www.sunnaonline.org

الشاب لا يجوز له أن يقترن بما يبعده عن التقوى

قال شيخنا رحمه الله: الشابُّ لا يجوزُ لهُ أن يَقتَرِنَ بما يُبعِدُهُ عن التّقوى لأنَّه يجُرُّه إلى ما فيه فسادٌ، لا تَصَاحِبُوا إلا إنسَانًا يُسَاعِدُ على الدّينِ، ولا تُكثِرُوا مِنَ النّظَرِ في التّلفزيون، التلفزيون يُعَلّمُ الفسَادَ اليومَ، يُشَوّشُ الخَاطِرَ، الذي يدَاوِمُ النّظَرَ فيه نَفسُه تَنجَرُّ إلى الملاهِي وإلى المعاصِي، يَنجَرُّ فِكرُه عن المحافظةِ على الدّين، تَسُوءُ حَالُه، ثم قَد يَصِلُ إلى حَدّ بَعيدٍ في الفَساد، لذلكَ الرسولُ قال [لا تُصاحِبْ إلا مؤمنًا] رواه البيهقي والترمذي وأبو داود.

أي إلا مؤمنا تَقيّا لا يأخذُك إلى المعاصِي، لا يأخُذك إلا إلى الخَير، بَعضُ التلاميذِ فيما يرَوْنَه في التلفزيون نفوسُهم تَفسُد، قُلوبُهم تَفسدُ فينجَرُّونَ إلى هَلاكٍ، فإنْ صَاحَبَ إنسَانا لا يصاحبْ إنسانًا يُفسِدُ عليه دِينَه، انتَقُوا مِن بينِ الطّلَبةِ مَنْ حَالُه حَسَنٌ فإنْ وَجَدْتُم وإلا فلا تُصَاحِبُوا واحِدًا مِنهُم. ثم حَافِظُوا على الصّلواتِ الخمسِ، حَافِظُوا على صلاةِ الصّبحِ في وَقتِها ،بسَبَبِ التّلفزيون أكثَرُ الناسِ لا يُصَلُّونَ الصّبحَ في وقتها، بسبب السّهَر على التّلفزيون حُرِمُوا خَيرًا كَثيرًا، اتّباعُ عاداتِ الكّفار هو الذي جَرَّ أكثَرَ المسلمينَ إلى هذه الحالةِ، المسلمونَ في الماضِي يُصَلّون العِشاءَ ثم يَنامُونَ، قَبلَ الفَجْرِ يَستَيقِظُونَ ثم لا يَنامُونَ إلا إلى الليلةِ القَابِلةِ، خَيْرَاتٌ كثيرةٌ في وقتِ الصُّبحِ، الذي يصَلّي صلاةَ الصّبحِ في وَقتِها ثم يقرَأ "بِسم اللهِ الذي لا يضرُّ معَ اسمِه شَىءٌ في الأرضِ ولا في السّماءِ وهوَ السّميعُ العَليمُ". ثلاثَ مَرّاتٍ أو يقرَأُ وهوَ ثانٍ رِجْلَيه "لا إلهَ إلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لهُ لهُ المُلْكُ ولهُ الحَمدُ يُحْيى ويُمِيتُ وهوَ على كلِّ شَىءٍ قَديرٌ"، عَشْرَ مَرّاتٍ هذا يَلقَى خَيْرًا في يَومِهِ إلى الغُروبِ وإنْ قَرأ بعدَ المغرِبِ اللهُ يحفَظُه في هذه الليلةِ مِنَ الشّيطانِ مِنْ أذَى الجنِّ.
اليَومَ بعدَ العشاءِ يُطِيلُونَ السّهَرَ إمّا على التّلفزيون وإمّا في حديثِ الدُّنيا فيُحرَمُون صَلاةَ الفَجْرِ في وَقتِها.

الرسولُ عَليهِ الصّلاةُ والسّلامُ يَكْرَهُ الحديثَ بَعْدَ العشاءِ بالكلامِ في أمور الدنيا، بعد صلاة العشاء الرسولُ كانَ يَنامُ ثم لما يَنتَصِفُ الليلَ يَقُوم فيَتوضّأ ثم يُصَلّي ثم ينامُ ثم يَستَيقِظُ فيَتوضّأ ويصَلّي وينامُ.ثم المؤذّنُ عِندَما يؤذِّنُ لصلاةِ الفَجر يقومُ عندَ الأذانِ ثم لا يَنام إلا إلى الليلِ إلى مِثلِ تلكَ السّاعة. هكذا كانتِ العاداتُ في الماضي، كانَ الناسُ يُصَلّونَ العشاءَ ثم بعدَ قليلٍ يَنامُونَ. أما الذي يُطالِعُ دَرسَهُ قَبلَ أذانِ الفَجْرِ تِلكَ السّاعةُ مُبارَكةٌ يَقْوَى ذِهْنُه، قبلَ الفَجْرِ قَبلَ أذانِ الصّبح يستيقِظُ قبلَ ساعةٍ يُطالع درُوسَه تَقْوى قَرِيحتُهُ للحِفظ.


فوائد نفيسة:

روى أبو داود والترمذي من حديث عثمان بن ابن عفان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [ما مِنْ عَبدٍ يقولُ في صَباحِ كُلِّ يَومٍ ومسَاءِ كُلِّ ليْلةٍ بِسم اللهِ الذي لا يَضُرُّ مَع اسْمِهِ شَىءٌ في الأرضِ وَلا في السّمَاءِ وهوَ السَّميعُ العَلِيم ثلاثَ مَرَّاتٍ إلا لم يَضُرَّه شَىءٌ] وقال الترمذي حديث حسن صحيح .


وفي لفظ
[مَنْ قالَ حِينَ يُمسِي بِسْم الله الذي لا يَضُرُّ مَع اسمِه شَىءٌ في الأرضِ ولا في السّماءِ وهوَ السّميع العَليمُ ثلاثَ مَرّاتٍ لم يُصِبْهُ فَجْأَةُ بَلاءٍ حتى يُصبِحَ ومَن قَالهَا حِينَ يُصبِحُ ثلاثَ مَرّاتٍ لم يُصِبْهُ فَجْأةُ بلاءٍ حتى يمسِيَ] رواه ابن حبان وغيره. وفي لفظٍ [لم يُصِبْهُ في يَومِه ولا ليْلتِه شَىءٌ] رواه ابن أبي شيبة.

وروى البخاري في الأدب المفرد عن أبان بن عثمان قال سمعت عثمان قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول [مَنْ قالَ صَباحَ كلِّ يَومٍ ومَسَاءَ كلِّ ليْلةٍ ثلاثًا ثلاثًا بِسْم الله الذي لا يَضُرُّ معَ اسمِه شَىءٌ في الأرضِ ولا في السّمَاءِ وهوَ السّميعُ العَليمُ لم يَضُرَّهُ شَىءٌ] وكانَ أصَابه طَرفُ فَالج، فجَعلَ يَنظرُ إليه ففَطِنَ لهُ ،فقال إنّ الحديثَ كما حدَّثْتُكَ ولكنِّي لم أقُلْهُ ذلكَ اليومَ ليَمضيَ قَدَرُ اللهِ.

عن عبد الرحمن بن غنم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال [مَنْ قالَ دُبُرَ كُلِّ صَلاةٍ وهوَ ثانٍ رِجْلَهُ قَبْلَ أنْ يَتكَلَّمَ لا إلهَ إلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لهُ لهُ الملْكُ ولهُ الحَمْدُ يُحيِى ويميتُ وهوَ على كلِّ شَىءٍ قَدِير، عَشْرَ مَرّاتٍ كَتَبَ اللهُ لهُ بكُلِّ واحِدَةٍ عَشْرَ حَسَناتٍ وحَطَّ عنه عَشْرَ سيِّّئاتٍ (وفي لفظ عشرَ سيئاتٍ مُوبِقاتٍ)، ورَفَعَ لهُ عَشْرَ دَرجاتٍ وكانَ لهُ بكُلِّ واحِدَةٍ قَالها عَدْلُ رَقَبةٍ مِنْ وَلدِ إسماعيلَ وكُنَّ مَسْلَحَةً وحَرَسًا مِنَ الشّيْطانِ وحِرْزًا مِنْ كُلِّ مَكرُوهٍ ولم يَعمَلْ عَمَلا يَقْهَرْهُنّ إلا أن يُشرِكَ بالله] رواه النسائي وعبد الرزاق في مصنّفه ورواه الطبراني ورواه أحمد. وفي لفظ زيادة [بيده الخير] بعد [يحيى ويميت].


تاريخ الإضافة : 25/12/2010
الزيارات : 3479
رابط ذو صله : http://www.sunnaonline.org
الكاتب : SunnaOnline | سنة اون لاين
القسم : مختارات من نصائح الهرري

التعليقات على الماده