يا مَنْ تربّى في حضن المكرمات وامتاز بفصاحة العرب، واشتغل بالفقه والأدب ودخل الفضائل من كل باب. أحبَّ النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم واقتفى ءاثاره، ولم يجحد حقّ الشيخين أبي بكر وعمر في الخلافة والنصرة، وبرّأ عثمان مما لحقه من الافتراء، وعرف قدْر عليّ الكرار وابنته البتول والسبطين وسائر الأئمة. ولخوفه وورعه من يوم المحشر عمل على حفظ السُنّة المطهرة، واقتفى آثار أهل الحديث الأكابر كمالك والشافعي وأبي حنيفة وابن حنبل وأمثالهم. فهؤلاء أصحاب الحديث الأفاضل، حيث تغمرهم الفضائل، اتبعوا خُطَى من نصر سيدنا محمدًا وءازره من المهاجرين والأنصار وسائر الصحابة الأوائل، هؤلاء الذين حفظوا العلم ذخرًا لنا وما كتموه، وأمدونا بكل الوسائل، وتتبعوا بالجرح والتعديل الرواة وأبعدوا مَنْ كان الجهل به نازل، يذبّون عن حياض الشريعة كل خصم أفّاك مُجادل، بأقلام كالنار وألْسنٍ أمضى من السيوف الفواصل، دليلهم كتاب الله وسُنّة المصطفى وهي لعمري أصرح الدلائل، فبفضلهم علا شأن الأمة في أعلى المنازل، فجزاهم الله خير الجزاء كلما غرّدت الطيور وسبّحت في البكور والأصائل.
وأنت يا شيخنا الفاضل والعلامة والفقيه والمحدِّث الشيخ عبد الله الهرري نحوْتَ نحوَهم، فالتمستَ الحقَّ وتقربتَ إلى الله باتّباعك سُنن المصطفى صلى الله عليه وسلم، فَتعقّبْتَ ءاثاره وأخباره صلى الله عليه وسلم، في البر والبحر، صيفًا وشتاء، شرقًا وغربًا، تسأل وتفهم وتنقّب عن الأخبار، الصحيح والسقيم، والناسخ والمنسوخ والقوي والضعيف، والغث والسمين، فانبلج الصبح لذي عينين.
تاريخ الإضافة : | 19/11/2010 |
الزيارات : | 4923 |
رابط ذو صله : | http://www.sunnaonline.org |
الكاتب : | SunnaOnline | سنة اون لاين |
القسم : | مقالات في فضائل الهرري |
التعليقات على الماده