زعموا أن الحبشي يشجع على الحكم بغير ما أنزل الله
يزعم المفتري: بأن الحبشي يشجع على الحكم بغير ما أنزل الله، ونسب ذلك إلى كتاب البغية ص286.
الرد: يقول المحدث الشيخ عبد الله الهرري في كتابه بغية الطالب الطبعة الثالثة (ص385) ما نصه [من معاصى اللسان الحكم بغير حكم الله أي بغير شرعه الذي أنزله على نبيه، قال الله تعالى {أفحكم الجاهلية يبغون} [سورة المائدة] الآية، فالحكم بغير ما أنزل الله من الكبائر إجماعًا] اهـ بحروفه.
نعم ولكننا لا نرى استحلال دماء رجال الحكومات والأبرياء من أطفال ونساء وشيوخ لمجرد حكمهم بالقانون كما ترون يا أحفاد الخوارج. فهل من الإسلام قتل الطفل والمرأة والعجوز ونهب أموال المسلمين؟ وارتكاب الفواحش بالفتيات؟ ونسف مآذن المساجد؟! حتى وصل بكم الحال فقلتم عبر إذاعتكم عن قتل هؤلاء وأمثالهم من رجال الشرطة ما نصه [أحل من شرب الماء] والشريط معنا.
حقّا لقد شوّهتم سمعة الإسلام والمسلمين؛ لقد علّمكم سيد قطب في كتابه المسمّى "في ظلال القرءان" (مجلد3/ج8 ص1198) أن من أطاع بشرًا في قانون ولو في جزئيّة صغيرة فهو مشرك مرتد عن الإسلام مهما شهد أن لا إله إلا الله. وقال في (مجلد2/ج7/ص1057) [البشرية بجملتها بما فيها أولئك الذين يرددون على المآذن فى مشارق الأرض ومغاربها كلمات لا إله إلا الله بلا مدلول ولا واقع وهؤلاء أثقل إثما وأشد عذابًا يوم القيامة لأنهم ارتدوا إلى عبادة العباد] اهـ بحروفه.
ويقول فتحي يكن في كتابه المسمى ماذا يعني انتمائي إلى الإسلام ص133 ما نصه [وهذه الأحزاب لا تتورع أحيانا عن مخالفة أصل من أصول الإسلام أو الخروج عن مبدإ من مبادئه بحجة المرونة والانفتاح ودعوى تحقيق مصلحة المسلمين كالاشتراك في الحكم في ظل أنظمة وضعية كافرة] اهـ. بالله عليكم أيها المسلمون سلوه أين كان؟ وماذا كان يفعل؟ أليس هو اشترك في الحكم في ظل أنظمة وضعية؟
ويقول المذكور في كتابه المسمى: كيف تدعو إلى الإسلام ص112 ما نصه [واليوم يشهد العالم أجمع ردة عن الإيمان بالله وكفرًا جماعيًّا وعالميًا لم يعرف لهما مثيل من قبل]. وصرحوا في كتبهم وعبر إذاعتهم بتكفير الإمام الغزالي، والشيخ عبد الباسط الفاخوري مفتى ولاية بيروت، والشيخ مصطفى نجا مفتي بيروت،ا والشيخ خالد النقشبندي والشيخ محمد الياس والشيخ محمد زكريا والشيخ محمد إنعام الحسن وكل جماعة التبليغ وقد ألفوا كتبًا بتكفيرهم وسموهم من الوثنيين المشركين وأنه حلال قتلهم، وكذا الشيخ الصيادي، والمحدث الشيخ محمد زاهد الكوثري وكيل المشيخة الإسلامية بدار السلطنة العثمانية سابقًا، والشيخ الشعراني، وشيخ الأزهر الشيخ عبد الحليم محمود، والرفاعية، والقادرية، والنقشبندية، والصوفية بالعموم، والأشاعرة والماتريدية. يعني أنهم كفروا أهل السنة والجماعة. ولاظهار التناقضات بين الفرقتين "الوهابية" والمسماة "الجماعة الإسلامية" صرحت الوهابية بتكفير "سيد قطب" كما في كتابهم "مطاعن سيد قطب في أصحاب رسول الله"، وكتابهم "المورد الزلال في التنبيه على أخطاء الظلال" وغيرهما.
حتى وصل الأمر بالفرقة المسماة "الجماعة الإسلامية" إلى أن حرّموا على المسلمين قول "أستغفر الله" واعتبروا قائل هذه العبارة الشريفة مثل عباد الأوثان الذين كانوا يطوفون حول الكعبة عراة مع المكاء والتصدية، كما في مجلتهم "الأمان" العدد 70. فكذبوا بذلك الإسلام الذي جاء به أنبياء الله عليهم السلام.
هذه هي حقيقتهم أيها المسلمون، لقد كفّروا الأمّة الإسلاميّة جميعها عبر العصور. لقد انفضح أمركم يا خوارج هذا العصر وعرف الناس أنّكم أنتم الذين تكفّرون المسلمين بلا سبب وأنّكم تريدون الخراب والدمار وأنكم تكفّرون بعضكم بعضًا لأجل المال والزعامة، فأنتم تشجعون الناس على الحكم بغير ما أنزل الله لأن فتاويكم وأعمالكم هي على خلاف ما أنزل الله.
وهذا الذي علّمكم إياه محمد بن عبد الوهاب فقد نقل عنه مفتي الحنابلة بمكّة المكرّمة الشيخ محمد بن عبد الله بن حميد المتوفى سنة 1295هـ في كتابه "السحب الوابلة" ص276 ما نصّه [فإنه (أي محمد بن عبد الوهاب) كان إذا باينه أحد وردّ عليه ولم يقدر على قتله مجاهرةً يرسل إليه من يغتاله في فراشه أو في السوق ليلاً لقوله بتكفير من خالفه واستحلاله قتله] اهـ بحروفه.
وأما قوله تعالى {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} [سورة المائدة] فقد روى الإمام مسلم في الصحيح عن الصحابي الجليل البراء بن عازب رضي الله عنه قال [نزلت كلها في الكفار] اهـ. وذكر مثل ذلك القرطبي في تفسيره الجامع لأحكام القرءان (ج6/190 و191) وكذلك الخازن في تفسيره (ج1/467و468)، وأخرج الحاكم في المستدرك وصححه ووافقه الذهبي (ج2/313) وأخرج البيهقي في سننه (ج8/20) وغيرهما عن حبر الأمة عبد الله بن عباس رضي الله عنهما في هذه الآية أنه قال [إنه ليس بالكفر الذي يذهبون إليه، إنه ليس كفرًا ينقل عن الملة {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون}ا كفر دون كفر] اهـ.
ومعنى "كفر دون كفر" أي ذنب كبير. ولكن هؤلاء ينطبق عليهم قول الصحابي ابن عمر رضي الله عنهما في أسلافهم الخوارج [إنهم انطلقوا إلى ءايات نزلت في الكفار فجعلوها على المؤمنين] رواه البخاري. وأما نحن فعلى ما عليه أهل السنة كما قال الإمام الطحاوي :"ولا نكفر أحدًا من أهل القبلة بذنب ما لم يستحله" اهـ.
والعجيب من هؤلاء المتهورين الذين ينادون بالشعارات المزيفة أن زعيمهم ابن باز أفتى بالصلح الدائم مع اليهود بلا قيد أو شرط وشكره عليها "بيريز" انظر جريدة السفير اللبنانية 23/12/1994 وجريدة التلغراف الاسترالية العدد 2754 في 23 كانون الأول 1994 وغيرهما، وأن زعيمهم الألباني حرم على المسلمين البقاء في فلسطين وأمرهم بالخروج منها وتركها لليهود كما في كتابهم "فتاوى الألباني" ص18 وجريدة اللواء الأردنية في 7/8/1992 وشريط مسجل بصوته. وقال نائب المراقب العام للإخوان في الأردن واسمه عبد الرحيم عكور في مقابلة مع جريدة شيحان الأردنية في 28/1/1995 ما نصه [إنه لا يستطيع أن يجزم بكفر اليهود] اهـ. ومن أراد ان يعرف حقيقة هؤلاء فليقرأ كتاب "اعترافات الجاسوس البريطاني همفر".
أما الصحيفة التي ادعى الكاتب ذكرها من كتاب بغية الطالب (ص286) من الطبعة الأولى فليس فيها ما ذكر بل فيها ذكر حرمة أكل أموال اليتيم ومن الطبعة الثانية فيها عن كيفية رمي جمرة العقبة في منى للحاج.
التعليقات على الماده