www.sunnaonline.org

زعموا أن الحبشي يقول لا دخل لمشيئة العبد في الكسب

يكذب الذنب الجوال الدم شقية ويفتري على شيخ الإسلام الهرري فيقول على زعمه: إن الحبشي يقول "لا دخل لمشيئة العبد في الكسب" الدليل القويم.

الرد:
سنريك أيها القارىء مدى كذبهم المتعمّد، فقد قال العلامة الشيخ الهرري في كتابه الدليل القويم ما نصه [لا دخل لمشيئة العبد إلا في الكسب].
ا. فانظر كيف حذف كلمة "إلا" فغيّر المعنى.

وقال المحدّث الشيخ الهرري
رحمه الله في كتابه الصراط المستقيم [فليس الإنسان مجبورًا لأن الجبر ينافي التكليف، وهذا هو المذهب الحق] اهـ بحروفه. فالعبد له مشيئة تحت مشيئة الله تعالى، قال الله تعالى {وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين} [سورة التكوير].


وهذا ما عليه أهل السنة والجماعة وأما اعتقاد أن الإنسان له مشيئة مستقلة عن الله وأن العبد يخلق أفعاله الاختيارية فهذا اعتقاد المعتزلة القدرية وهو كفر وإشراك والعياذ بالله كما صرح بذلك الإمام مالك والإمام أبو منصور الماتريدي والإمام أبو منصور البغدادي والإمام المتولي والإمام البلقيني والإمام أبو الحسن شيث بن إبراهيم وغيرهم.


وقد وافق المعتزلة في هذا تقي الدين النبهاني زعيم حزب التحرير
في كتابه المسمى الشخصية الإسلامية الجزء الأول القسم الأول ص71 ـ 72 فقال ما نصه [وهذه الأفعال ـ أي أفعال الإنسان ـ لا دخل لها بالقضاء ولا دخل للقضاء بها لأن الإنسان هو الذي قام بها بإرادته واختياره وعلى ذلك فإن الأفعال الاختيارية لا تدخل تحت القضاء] اهـ. ويقول في نفس الكتاب الجزء الأول القسم الأول ص74 ما نصه [فتعليق المثوبة أو العقوبة بالهدى والضلال يدل على أن الهداية والضلال هما من فعل العبد وليس من الله]. وكذا يذكر في كتابه المسمى بـ "نظام الإسلام" ص22.


فكذبوا قول الله تعالى {إنا كل شىء خلقناه بقدر} [سورة القمر] وقوله تعالى إخبارًا عن سيدنا موسى {إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء} [سورة الاعراف] وقوله تعالى {والله خلقكم وما تعملون} [سورة الصافات] وقوله عليه الصلاة والسلام "إن الله صانع كل صانع وصنعته" رواه ابن حبان والحاكم والبيهقي.


وقد قال عليه الصلاة والسلام "صنفان من أمتي لا نصيب لهما في الإسلام القدرية والمرجئة" صححه الحافظ ابن جرير الطبري، فهذا الحديث صريح في تكفير أهل القدر القائلين بأن العبد هو الذي يخلق أعماله بإرادته وتقديره وتكفير المرجئة القائلين بأنه لا يضر مع الإيمان ذنب.


وخالفوا صريح العقل لأنه يلزم من قولهم المذكور أن يكون الله مغلوبًا مقهورًا لأنه يكون العبد على ذلك خالقًا لهذه المعاصي على رغم إرادة الله، والله لا يكون إلا غالبا قال الله تعالى {والله غالب على أمره} [سورة يوسف] وعلى حسب زعمهم فإنه يجري في ملكه تعالى شىء بغير مشيئته وهذا مما لا يصح فإنه لا يجري في المُلك طرفة عين ولا لفتة ناظر إلا بقضاء الله وقدره وقدرته ومشيئته، ولا فرق بين ما كان خيرًا أو شرًّا، لا يسئل عما يفعل وهم يسألون. فلا يصح عقلاً أن يكون وجود قسم منها بفعل الله ووجود قسم ءاخر بفعل غيره كما تقول المعتزلة الذين خالفوا أهل الحق.


قال الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه في "الفقه الأكبر" [وجميع أفعال العباد من الحركة والسكون كسبهم على الحقيقة والله تعالى خالقها وهي كلها بمشيئته وعلمه وقضائه وقدره] اهـ. وقال أيضًا في "الوصية" [والعبد مع أعماله وإقراره ومعرفته مخلوق فإذا كان الفاعل مخلوقًا فأفعاله أولى أن تكون مخلوقة
] اهـ.

وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال "إن كلام القدرية كفر" وعن عمر بن عبد العزيز والإمام مالك بن أنس والأوزاعي "إنهم يستتابون فإن تابوا وإلا قتلوا". وأمّا التعبير بلفظ "الله يعين العباد على الخير والشر" فمعناه أن الله يخلق في الإنسان هذا الفعل لأنّه لا خالق إلا الله، وهذا منسجم مع قوله تعالى {فألهمها فجورها وتقواها} [سورة الشمس].
ا وممن ذكر ذلك من علماء أهل السنّة والجماعة الإمام الفقيه المتكلّم ابن فورك في جمعه لمقالات الأشعري، والإمام أبو سعيد المتولّي المتوفّى سنة 478هـ في كتابه الغنية (ص134) وإمام الحرمين الجويني المتوفى سنة 478هـ في كتابه الإرشاد (ص179)، والعلامة محمّد الأمير الكبير المالكي في مجموعه (ج1/7) وغيرهم كثير.

وليس مرادهم بالإعانة هنا الرضا والمحبّة كما توهّم بعض الناس إنما معناه التمكين والإقدار. فالله تعالى هو الذي يُمكّن العبد من عمل الخير وعمل الشر لأنّه هو الذي خلق لسان وفؤاد وجوارح المؤمن والكافر.


والأولى منهم أن ينكروا على "القصاص" الذي قال في مجلتهم المسماة بنداء الإسلام العدد السادس السنة الأولى رجب شعبان 1415هـ ا"الفارق بين ما يخلقه الله ويصنعه الإنسان أن صنع الله خير محض وأن صنع الإنسان فيه خير وشر". 
فكذب قول الله تعالى {الله خالق كل شىء وهو على كل شىء وكيل} ا[سورة الزمر] وقول الله تعالى {من اشر ما خلق} [سورة الفلق].

تاريخ الإضافة : 19/11/2010
الزيارات : 5803
رابط ذو صله : http://www.sunnaonline.org
الكاتب : SunnaOnline | سنة اون لاين
القسم : رد شبه المفترين على الهرري

التعليقات على الماده