الرئيس الرابع الشيخ نزار الحلبي
هو الشيخ الشهيد نزار بن رشيد الحلبي شهرة البيروتي موطنـًا المولود سنة 1372 هـ = 1952 م في عائلة بيروتية نشأت على حب العلم والعلماء. ويتصل نسبه إلى الشيخ ابن النفيس الحلبي. تعرف على العلامة المحدث عبد الله الهرري الحبشي منذ نعومة أظافره فتربى على يديه، وتخلق بأخلاقه وسار على نهجه، وتلقى منه الدروس والمعارف ودرس عليه في كتاب "الخريدة البهية" للشيخ أحمد الدردير المالكي، وكتاب "الجواهر الكلامية" للشيخ طاهر الجزائري، وكتاب "الدليل القويم على الصراط المستقيم" وكتاب "المختصر" وكتاب "الصراط المستقيم" و "زبد ابن رسلان"في الفقه الشافعي وغيرها من المؤلفات. كما أجازه محدث الديار المغربية فضيلة الشيخ عبد الله بن الصديق الغماري إجازة عامة بكل مروياته ومؤلفاته.
تلقى علومه المدرسية في ابتدائية أبي بكر الصديق ثم ثانوية عمر بن الخطاب ثم دخل إلى أزهر بيروت حيث نال الشهادة الأزهرية ثم رحل في طلب العلم إلى الأزهر الشريف في مصر وتخرج من كلية الشريعة والقانون سنة 1975 م، ثم عاد إلى بيروت وتولى مناصب عديدة منها الإمامة والخطابة والتدريس في مسجد برج أبي حيدر في بيروت وتدريس الفقه والتوحيد في عدد من المدارس اللبنانية وعضوية اتحاد العلماء في لبنان، وهو الرئيس السابق لرابطة الشباب المسلم في لبنان وممثل دار الفتوى اللبنانية في بعثة الحج الرسمية في موسم 1403 هـ = 1983 م. وفي سنة 1983 م تولى رئاسة جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية التي عمل على إعادة تنظيمها والانطلاق بها لتحقق ما أنشئت لأجله. امتدت إليه يد الغدر يوم 31 ءاب 1995 فقضى في سبيل الله شهيدًا سعيدًا إن شاء الله.
من أقواله ومواقفه:
لقد تمكن سماحة الشيخ نزار الحلبي بإخلاصه وحكمته وحسن تدبيره أن يؤسس منهجًا واضح المعالم في القيادة والرعاية وها هي كلماته ومواقفه تظهر هذا المنهج وتؤكد أنه عمل على بناء مؤسسات تخدم الوطن وتبقى للأجيال وتنير دربه. ومن هذه الكلمات:
ـ بصلاح الفرد تبنى المجتمعات وترتقي المؤسسات وتبتر الجريمة ويرتاح الوطن
ـ كم من أناس انحرفوا عن جادة الإسلام يتسترون بالدين ويثيرون القلاقل في البلاد العربية تحت شعار تطبيق الشريعة الإسلامية، بدل أن يدعموا الأمة ضد العدو الصهيوني ، وكم من أناس فتنهم المال فصاروا ألعوبة بيد هذا العدو وأدواته
ـ ما أعظم أن نلتزم جميعًا الإسلام دين الأنبياء ونقف عند حدود الشريعة المحمدية السمحاء، فتسمو النفوس وتطهر القلوب
ـ إن الاعتدال هو العمل بمقتضى شريعة الله تعالى، وأهل الاعتدال هم الفرقة الناجية... وأما أهل التطرف فهم أهل الغلو الذي عواقبه وخيمة
ـ إن بناء الأوطان يرتفع بتقوى النفوس وطهارة الفلوس والغاية النبيلة. وكم هو حري بالمؤسسات العاملة بحقل الخير والشأن العام أن تتضافر جهودها وتتكاتف وتتعاون على البر والتقوى
ـ لا مانع عندنا من التعاون مع كل مخلص في كل عمل بنـّاء تعود منفعته على الوطن والمواطنين وإننا نرى أن هذا التفاعل الإيجابي ركن مهم في مسيرة الوطن نحو الأمن والأمان والبناء والازدهار
ـ كونوا مع الشرع في ءادابكم كلها ظاهرًا وباطنـًا، فإن من كان مع الشرع ظاهرًا وباطنـًا كانت الجنة حظه ونصيبه، ومن كانت الجنة حظه ونصيبه كان من أهل مقعد صدق عند مليك مقتدر
ـ عظموا شأن العلم وقفوا عند حدود الاستقامة ، وتحروا الحلال واتركوا الطمع في الدنيا. وإياكم والاشتغال بالقيل والقال فإنه مفسد ومضر.
الرئيس الخامس سماحة الشيخ حسام الدين قراقيرة
سماحة الشيخ حسام قراقيرة رجل تبصر وحكمة واعتدال، يتخذ قراراته بعد تفكير واستشارات، يعمل على استشارة أهل الرأي والخبرة والاختصاص على اعتبار أن "المشورة مادة الرأي".
متواضع، دمث الأخلاق، طيب السريرة. يؤمن بوضع الدراسات العلمية المنسجمة مع الحاجات، كما يؤمن ببناء المؤسسات النموذجية الرائدة. صاحب موقف واضح وجريء ضد التطرف بكافة أشكاله وصوره، وهو لا يألو جهدًا لإماطة اللثام عنه وعن المتطرفين باعتبارهم خطرًا يهدد الأوطان والمجتمعات.
عام 1983 وهو العام الذي تولى فيه سماحة الشيخ نزار حلبي رحمه الله رئاسة الجمعية تولى الشيخ قراقيرة رئاسة مكتب شؤون الدعوة مواكبًا عمل الراحل وتوجهاته وتوجيهاته، وقد أوفده رحمه الله عدة مرات إلى بعض البلدان العربية والأوروبية ليتابع سير عمل الجمعية وشؤون الدعوة. تولى منصب نائب رئيس الجمعية في 19 ءاذار 1989 ثم تولى منصب المدير العام إضافة إلى نيابة الرئيس فعمل إلى جانب سماحة الشيخ نزار حلبي رحمه الله معينـًا له في إدارة عمل الجمعية وشؤون الناس فحظي بمحبة المشاريعيين في لبنان والخارج وترسخت ثقتهم به وأَضحى موضع تقديرهم واحترامهم. وكان الراحل الكبير رحمه الله يوكل إليه المهام الكبيرة والقضايا الدقيقة.
بعد ساعات قليلة من جريمة اغتيال سماحة الشيخ نزار حلبي رحمه الله انعقدت الهيئة العامة في الجمعية وانتخبت الشيخ قراقيرة حفظه الله رئيسًا للجمعية وجددت الثقة والعهد على متابعة المسيرة خلفه على خطى الراحل الكبير. ومنذ اللحظات الأولى وهو يعمل بكل جد وهمة وإخلاص لتحقيق أهداف الجمعية وتطبيق منهجها الإسلامي المعتدل والعربي والوطني.
منذ نعومة أظافره تلقى علومه الشرعية عند العلامة المحدث الشيخ عبد الله الهرري الحبشي حفظه الله وكان محط عنايته ورعايته وتوجيهاته، وتلقى منه عددًا من المتون والكتب الشرعية ومنها "الصراط المستقيم" و "الدليل القويم على الصراط المستقيم" و "العقيدة الطحاوية" و "العقيدة النسفية" في العقيدة الإسلامية، ومتن "الزبد" ومتن "أبي شجاع" في الفقه إضافة إلى "بغية الطالب" و "سلم التوفيق" و "قطر الندى". إضافة إلى دروس وإملاءات في الأصول والحديث وغيرها من العلوم.
يحمل الشيخ حسام قراقيرة حفظه الله شهادة في العلوم الشرعية من سوريا، ويحمل إجازة من المحدث الفقيه الشيخ عبد الله الهرري رحمه الله وإجازة من المحدث الشيخ عبد الله بن الصديق الغماري رحمه الله وإجازة من الشيخ عبد العزيز بن الصديق الغماري. أجازه الشيخ عبد الله الهرري رحمه الله إجازة بما تجوز له روايته من الكتب الحديثية والفقهية. أجازه الشيخ عبد الله بن محمد بن الصديق الغماري إجازة عامة في الحديث والتفسير والأصول وسائر علوم الشريعة وكتبها. أجازه الشيخ عبد العزيز بن الصديق الغماري إجازة بجميع مروياته عن شيوخه في مصر والشام والحجاز والمغرب والهند.
التعليقات على الماده