www.sunnaonline.org

شهادة الشيخ المسند أحمد محمد سردار في العلامة الهرري

نص الرسالة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الأمين وعلى ءاله الطيبين الطاهرين وأصحابه الغر الميامين الذين حملوا الرايات وفتحوا البلاد ونشروا هذا الدين ، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، حشرنا الله تعالى معهم تحت لواء سيد المرسلين وحبيب رب العالمين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

وبعد: إن معرفتي بفضيلة الشيخ عبد الله بن محمد بن يوسف الهرري المعروف بالحبشي نزيل بيروت الشافعي ، وهذه المعرفة تعود إلى زيادة عن ثلاثين سنة ، فقد حضرته في مجلس من مجالس مدينة حلب الشهباء وكنت يومها شاباً خجلاً ، وكلما سمع حديثاً يرده إلى أصله ورواته أو ينفيه ويذكر سبب نفيه ويعدد علله مما أدهش الحاضرين ، فهو محدث كبير مسند نقاد ، وكثرة مصنفاته تدل على طول باعه وسعة إطلاعه ، وكان بنفسي يومها أن أطلب منه إجازة لكنني خجلت منه ومن الحاضرين ، وبقي هذا الطلب يساورني إلى اليوم ، ووقع بيدي من مصنفاته : المطالب الوفية شرح العقيدة النسفية ، وإظهار العقيدة السنية بشرح العقيدة الطحاوية . فقد شرح الأولى منهما شرحاً صافياً وافياً لم يترك شاردة ولا واردة مما يحيك بالنفس ويختلج في الصدر إلا وبيّنها وشرحها شرحاً محققاً ومدققاً . وعلى الأخص في موضوع الصحابة رضي الله عنهم ، فإن شرحه لهذا الموضوع جاء كافياً فتح الله عليه ، وشرحَ الثانية شرحاً دقيقاً بأسلوب شيق يأخذ الألباب ، يدل المطالع على عِلم العالم الفذ في تقريراته التي لا تقبل زيادة ولا تقبل نقصاً ، بقلم أديب نحوي ضليع في اللغة العربية من المعاجم والقواعد وعلوم الصرف وعلم البلاغة بأقسامها الثلاثة : المعاني والبيان والبديع ، وفي علم الكلام إمام ، وقلمه يدل على تمكنه في فقه الإمام محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه أصولاً وفروعاً ، وفي علم الحديث النبوي الشريف وعلله ورجاله ومتونه وأسانيده ، وفي مصطلحه فإنه لا يُجارى ولا يُبارى ولا يُشق له غبار ، اكتسب هذا العلم من ينبوعه وارتشف منه حتى ارتوى وامتلأ وطابه . فهو محدث علامة مسند حافظ ، وقد أخذ من كل فن أوفر نصيب، فإذا تحدث وانطلق كأنه بحر تتلاطم أمواجه بدون معرفة ساحله ، شيخ مهيب وقور منور الوجه والشيبة غيور على أحكام الدين ويرد على الطاعنين الذين يهرفون بما لا يعرفون ، ليردهم إلى الصواب ، وما أكثر المنحرفين في هذا الزمان ، وهو على كبر السن يتمتع بحيوية عالية ونشاط لا نظير له ، مؤلفاته كثيرة وتحقيقاته وتقريراته مليئة بالعلم الشرعي الشريف . وهو رجل علم وفضل ذو بديهة بديعة واستشهادُه بالآيات القرءانية كأنها أمامه يأخذ منها ما يدعم حجته ويثبت تقريره ، وله استشهادات في الحديث النبوي الشريف عجيبة من عجائب هذه الدنيا ، ينظر إليه السامع فيراه ينهل من بحر لا ساحل له ، يعيد كل كلمة إلى أصولها ، وله ءاراء عجيبة غريبة . وجميع ءارائه التي يبديها لها عنده شاهد من الكتاب والسنة ، ويعتمد على الكتب الستة في الدرجة الأولى . وله أسانيده عن شيوخه إلى رواتها والمصنفين في هذا العلم وهم كثر ، وقد شبهتهُ برجل يحمل جعبة كبيرة بيده ، وكلما سأله عالم أو طالب علم يمد يدَه إلى هذه الجعبة فيعطي منها ومهما أعطى فإن الجعبة لا تفرغ بل هي في ازدياد ، فسبحان الله المعطي ما شاء لبعض العباد ، نفع الله بهم إلى يوم التناد وصلى الله على سيدنا محمد وعلى ءاله الطاهرين الموفقين للسداد وأصحابه الذين نشروا الدين وعلموه أهل البلاد والحمد لله رب العالمين على هذا السداد .

أحمد محمد سردار
مدير المكتبات الوقفية الإسلامية بحلب

يوم الثلاثاء 1 رمضان 1418 هـ

صورة الرسالة


تاريخ الإضافة : 5/7/2011
الزيارات : 5937
رابط ذو صله : http://www.sunnaonline.org
الكاتب : SunnaOnline | سنة اون لاين
القسم : شهادات العلماء في الهرري

التعليقات على الماده