www.sunnaonline.org

مبطلات الصلاة

اعلم أنه يجب على المكلف تعلم ما يفسد الصلاة ويبطلها حتى يجتنبه، فلا يكفي القيام بصور الأعمال كما هو الشأن اليوم باعتبار أحوال كثير من الناس. فأحدهم يذهب إلى الحج من غير أن يتعلم أحكام الحج ويكتفي بأن يقلّد الناس في أعمالهم، أو يفعل صورة الصلاة من غير تعلّم أركانها فيأتي بما يبطل عمله من صلاة وحج من غير أن يدري، وهؤلاء يدخلون تحت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رُبَّ قائم ليس له من قيامه إلا السهر، ورُبَّ صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش" رواه ابن حبان. ويُبطل الصلاة ما يلي:

1- التكلم بكلام الناس أي مما لا يصح قوله في الصلاة، وكان هذا الكلام عمداً لا ناسياً أنه في الصلاة، ولو كان هذا الذي نطق به حرفان لا يُفهم لهما معنى في اللغة، مثل "تُف" وهذا يحصل من بعض الناس عندما يكون في فمه قطعة صغيرة من الطعام فيحاول إخراجها، أو كان الحرفان يُفهم منهما معنى مثل "آه" من التأوه، أو "أُف" للتضجر أو "صه" أي اسكت. فهذا وما أشبهه يبطل الصلاة إن كان عمدًا مع ذكر الشخص أنه في الصلاة وهو عالم بالتحريم أما من كان جاهلًا بحرمة الكلام في الصلاة لكونه ممن أسلم من وقت قريب أو لكونه نشأ في بلدٍ بعيدة عمن يعرف أحكام الشرع فلا تبطل صلاته. أما الناسي أنه يصلي فإن تكلم بكلام قليل ككلمة أو كلمتين أو ثلاث إلى ست كلمات عرفية فلا تبطل صلاته، كأن يقول: اذهب إلى السوق واشترِ لي خُبزًا ثم أحضره لي ثم ضعه في مكان كذا. لكن إن تذكر وهو يتكلم يجب عليه أن يتوقف عن النطق فإن تابع كلامه مع تذكره فسدت صلاته. أما التنحنح والضحك والبكاء والأنين والنفخ ففيه حالتان: -أن يظهر فيه حرفان فأكثر فإنه يبطل الصلاة. -أن لا يظهر فيه حروف بالمرة فلا يبطل حينئذ الصلاة. وهناك وجه أن التنحنح لا يبطل الصلاة ولو ظهر فيه حرفان.

أما ذكر الله فلا يبطل الصلاة، كمن قال وهو يصلي "لا إله إلا الله" أو "سبحان الله" أو "الحمد لله" أو "لا حول ولا قوة إلا بالله" ، فإن عطس المصلي فقال "الحمد لله" يجوز ولا تبطل الصلاة، أما لو سمع المصلي شخصاً آخر عطس وقال ذلك العاطس "الحمد لله" فلا يجوز للمصلي وهو في الصلاة أن يقول له "يرحمك الله" فإن قال ذلك بطلت صلاته، لأن فيه خطاب لمخلوق، فمثلاً لو رأى وهو في الصلاة رجلاً يشحد فقال المصلي له "الله يرزقك" بطلت صلاته، وإذا قرأ الإمام قول الله تعالى {أليس الله بأحكم الحاكمين} (آخر سورة والتين والزيتون) يسن أن يقول المأموم "بلى وأنا على ذلك من الشاهدين" وهو لا يبطل الصلاة.


ومن كان يصلي خلف إمام في صلاة الجماعة فسهى الإمام كأن قام لركعة خامسة في صلاة الظهر فيقول المأموم بصوت مرتفع "سبحان الله" ولا تبطل صلاته بهذا الذكر.


2- الفعل الكثير: وهو عند بعض العلماء: ثلاث حركات متواليات، كأن مشى ثلاث خطوات متواليات، وعند بعض العلماء لا تبطل بثلاث حركات متواليات إلا أن يفعل حركات متواليات بما يسع قدر ركعة من الزمن، فإن كان الشخص مأموماً ويصلي في صلاة الجماعة ورأى في الصف الذي أمامه فراغاً يجوز له أن يمشي ليملأ هذا الفراغ، وكذلك لو أن أحدنا كان يصلي في جماعة في المسجد مثلاً وكان مسبوقاً فلما انتهى الإمام من الصلاة وقف المسبوق ليكمل صلاته وكان يقف في موضع بحيث يسد طريق الخروج من المسجد مثلاً يجوز له أن يخطو ليفسح المجال لخروج الناس.

ملاحظة:
الحركة الواحدة للعب تفسد الصلاة، وكذلك الحركة المفرطة كمن يقفز وهو يصلي فهذا تبطل صلاته.
ملاحظة أخرى: تحريك الإصبع إن لم يكن للعب مع كون الكف ثابتة (مستقرة) لا يحسب من الحركات المتواليات التي تفسد الصلاة، وكذلك تحريك الجفن والحاجب.

3- زيادة ركن فعلي عمداً: كمن يسجد ثلاث مرات متعمداً (لا ناسياً) أو يركع مرتين متعمدا في ركعة واحدة فهذا تبطل صلاته.

ملاحظة مهمة جداً:
يحرم على الشخص أن يزيد متعمداً ركناً كركوع أو سجود أو ركعة كاملة في الصلاة، وهنا تنبيه وهو أن بعض الناس ينسى ويصلي ركعة زائدة، فيقول له بعض الناس "معليش زيادة الخير خير"، وهذا كلام فاسد، نعم هو لم تبطل صلاته لأنه فعل ذلك ناسياً ولكن هذه الزيادة ليست خيراً، لأنه ليست زيادة الخير تكون خيراً في كل الأحوال، كهذه الحالة وإنما في حال السهو من زاد لا يؤاخذ أما في الأصل فزيادة ركعة عمداً حرام لا يجوز فكيف يقال عنه خير فتنبهوا رحمكم الله.


4- الأكل والشرب ( فإن نسي وأكل أوشرب قليلاً لا تفسد صلاته)، فمن كان توضأ وبدأ بالصلاة فنزل من شاربه إلى فمه شىء من ماء الوضوء فابتلعه بطلت صلاته إلا أن يكون ناسياً.

تنبيه مهم:
من أكل شيئاً أو شرب شيئاً له طعم قوي كأن شرب قهوة أو بيبسي أو سيكارة أو فرك أسنانه فعليه أن يزيل ذلك الطعم القوي بالمضمضة مثلاً قبل البدء بالصلاة (ولا يكفي مجرد شرب الماء إن كان لا يزيل الطعم) لأنه إن ابتلع ريقه المتغير طعمه وهو يصلي فسدت صلاته، وكذلك لو كان يتسحر في رمضان قبل الفجر (وخاصة من يستعمل معجون أسنان طعمه قوي ويبقى في الفم طعمه) فعليه أن يتأكد من زوال تلك المتغيرات فإذا طلع الفجر وابتلع ريقه المتغير فسد صومه.


5- نية قطع الصلاة: كأن كان شخص يصلي فجاء آخر وقرع جرس الباب أو رنّ الهاتف فنوى قطع الصلاة في قلبه انقطعت صلاته وفسدت ولو قرر بعد ذلك إكمالها فلا يصح بل عليه أن يعيدها، وكذلك لو علّق قطعها على حصول شىء كمن نوى وهو في الصلاة أنه إن دق أحد على الباب فسيقطع الصلاة، وكذلك من تردد في قطع الصلاة، كإنسان يصلي ويريد أن يبول ولكن يمسك نفسه فصار أثناء الصلاة من شدة حاجته للتبويل مثلاً يتردد في قطعها أو إكمالها صار يقول في نفسه اقطعها أم اكملها: فتكون قد فسدت صلاته.

6- بأن يمضي ركن وهو يشك في نية التحرُم أو يطول زمن الشك: فمن كان يصلي الظهر وهو في أثناء الصلاة شك هل نوى الظهر أم العصر فإن ذهب هذا الشك بسرعة لا تبطل صلاته أما إن مضى ركن وهو ما زال يشك ( كأن قرأ الفاتحة مثلاً ) فهذا تبطل صلاته وعليه أن يعيدها، وكذلك لو شك في هذا ومضى زمن طويل ولو لم يمض ركن كأن كان يقرأ سورة طويلة (كسورة البقرة مثلاً) بعد الفاتحة فهذا أيضا تبطل صلاته بسبب الشك الطويل.

ملاحظات:
أ- من دخل في صلاة العصر مثلاً ونوى العصر ثم هو في أثناء الصلاة ظن نفسه يصلي الظهر فلا تبطل صلاته ولو أتم الصلاة وهو على هذه الحالة ثم تذكر بعد انتهاء الصلاة فلا تبطل.

ب- من دخل في صلاة ظاناً أنه لم يصلها ثم تذكر وهو في الصلاة أنه كان قد صلاها فهنا لا تبطل صلاته بل تنقلب نفلاً أي تطوعا، فمثلاً من قام وصلى الصبح أداء (حاضر) ثم جاء وقت الظهر فنسي وظن أنه لم يصل الصبح اليوم أداء (حاضر) فقام ليصليها قضاء وهو في الصلاة تذكر أنه كان قد صلاها فهنا تنقلب صلاته نفلا ً ولا تبطل لتذكره ذلك.

ج- بعض الناس ممن لم يتعلموا علم الدين إن أخرج ريحاً وهو يصلي أو فسدت صلاته: يسلم عن يمينه وعن شماله، وهذا السلام لا معنى له لأن هذا التسليم شرعه الله في نهاية الصلاة التامة الصحيحة أما هذا فإنه لم يتم صلاته بل وصلاته فاسدة غير صحيحة فلا يسلم لا عن يمينه ولا عن شماله.



رابط ذو صله : http://www.sunnaonline.org
القسم : الطهــارة والصـــلاة
الزيارات : 8366
التاريخ : 28/12/2010