www.sunnaonline.org

الآيات المحكمات والمتشابهات

لفهم هذا الموضوع كما ينبغي يجبُ معرفةُ أنَّ القرءان توجدُ فيه ءاياتٌ مُحكمات وءاياتٌ متشابهاتٌ، قال تعالى {هو الذي أنزلَ عليكَ الكتابَ منهُ ءاياتٌ مُحكماتٌ هنَّ أمُّ الكتابِ وأخرُ مُتشابهاتٌ فأمَّا الذينَ في قلوبهم زيغٌ فيَتَّبِعونَ ما تشابهَ منهُ ابتغاءَ الفتنةِ وابتغاءَ تأويلهِ وما يعلمُ تأويلهُ إلا الله والراسخونَ في العلمِ يقولون ءامنَّا بهِ كلٌّ من عندِ ربنا وما يذكرُ إلا أولواْ الألبابِ} ءال عمران/7

الآياتُ المُحكمةُ: هيَ ما لا يحتملُ منَ التأويلِ بحسبِ وضعِ اللغةِ إلا وجهًا واحدًا، أو ما عُرِفَ به بوضوحٍ كقوله تعالى {ليس كمثلهِ شئٌ}، وقوله {ولم يكن لهُ كفُوًا أحد}، وقوله {هل تعلمُ لهُ سمِيًّا} سورة مريم/65


الآياتُ المتشابهة: والمتشابهُ هوَ ما لم تتضحُ دلالتهُ أو يحتملُ أوجهًا عديدةً واحتاجَ إلى النظرِ لحملهِ على الوجهِ المُطابقِ كقوله تعالى {الرحمنُ على العرشِ استوى} المتشابه هو الذي دلالته على المراد غيرُ واضحة، أو كان يحتملُ بحسب وضع اللغة العربية أوجهًا عديدة، واحتيجَ لمعرفة المعنى المرادِ منه لنظر أهل النظر والفهم الذين لهم دراية بالنصوص ومعانيها ولهم درايةٌ بلغة العرب فلا تخفى عليهم المعاني إذ ليس لكل إنسان يقرأ القرءان أن يفسره. وليس المرادُ بقوله تعالى {الرحمنُ على العرش استوى} سورة طه/5، أنه جالسٌ على العرش ولا أنه مستقرٌّ عليه ولا أن الله بإزاء العرش بل كل هذا لا يليقُ بالله، نعتقدُ أن الله استوى استواءً على العرش يليقُ به ولا نعتقد بشئٍ من هذه الأشياء الجلوسَ والاستقرار والمحاذاة.


وقوله تعالى {إليهِ يَصعدُ الكلمُ الطيبُ والعملُ الصالحُ يرفعه} سورة فاطر/10، أي أن الكلمَ الطيب كـ "لا إله إلا الله" يصعدُ إلى محل كرامتهِ وهو السماء، والعملُ الصالحُ يرفعهُ أي الكلم الطيب يرفع العمل الصالح وهذا منطبقٌ ومنسجمٌ معَ الآية المحكمة {ليس كمثله شئ} هذا من المتشابه الذي يعلمُ معناه الراسخون، فالكلمُ الطيب هو كـ " لا إله إلا الله " والعمل الصالح يشملُ كل عمل صالح يُتقربُ به إلى الله كنحو الصلاة والصدقة وصلة الرحم، فالمعنى أن كل ذلك يصعد إلى الله أي يتقبله، هذا ليسَ فيه أن الله له حيزٌ يتحيز فيه ويسكن
، فالسماء محلُّ كرامة الله أي المكان الذي هو مشرف عند الله لأنها مسكن الملائكة، هذا التفسير موافق للآية المحكمة {ليس كمثله شئ}.

فتفسير الآيات المتشابهة يجبُ أن يُردَّ إلى الآيات المحكمة، هذا في المتشابه الذي يجوز للعلماء أن يعلموه. فمن أراد أن يفسر المتشابه يجبُ أن يكون موافقًا للآيات المحكمات كتفسير الاستواء بالقهر فإنه موافق للمحكمات، كذلك تفسير {إليهِ يصعدُ الكلمُ الطيب}بمحلّ كرامتهِ وهي السماء موافقٌ للمحكمات.



رابط ذو صله : http://www.sunnaonline.org
القسم : العقــيدة الإســلامية
الزيارات : 3288
التاريخ : 28/12/2010