www.sunnaonline.org

عقيدة أهل السنة والجماعة - أهل القرن الثالث عشر

بعض ما جاء عن أئمة القرن الثالث عشر الهجري في التنزيه

 

قال الشيخ العلامة أبو البركات أحمد بن محمد الدردير المالكي الأزهري ( ت 1201 هـ ) وتولى الإفتاء بمصر "منزه عن الحلول والجهة والاتصال والانفصال والسفَه". الخريدة البهية ضمن مجمرع مهمات المتون رقم البيت 31/ ص25

قال الحافظ اللغوي الفقيه السيد محمد مرتضى الزبيدي الحنفي
( ت 1205 هـ ) "إنه سبحانه لا مكان له ولا جهة". إتحاف السادة المتقين 2/ 24

وقال أيضا "إنه تعالى مقدس منزَّه عن التغير من حال إلى حال والانتقال من مكان إلى مكان، وكذا الاتصال والانفصال فإن كلاًّ من ذلك من صفات المخلوقين". المصدر السابق 2/ 25

وقال ايضا "تقدس – اي الله – عن ان يحويه مكان فيشار اليه او تضمه جهة".المصدر السابق 2/ 25

وقال أيضا عند شرح كلام الغزالي "الاستواء لو ترك على الاستقرار والتمكن لزم منه كون المتمكِّن جسمًا مماسًا للعرش إما مثله أو أكبر منه أو أصغر، وذلك محال، وما يؤدي إلى المحال فهو محال" "وتحقيقه أنه تعالى لو استقر على مكان أو حاذى مكانًا لم يخل من أن يكون مثل المكان أو أكبر منه أو أصغر منه، فإن كان مثل المكان فهو إذًا متشكل بأشكال المكان حتى إذا كان المكان مربعًا كان هو مربعًا أو كان مثلَّثا كان هو مثلَّثا وذلك محال، وإن كان أكبر من المكان فبعضه على المكان، ويُشْعِرُ ذلك بأنه متجزىء وله كلٌّ ينطوي على بعض، وكان بحيث ينتسب إليه المكان بأنه ربعه أو خمسه، وإن كان أصغر من ذلك المكان بقدر لم يتميز عن ذلك المكان إلا بتحديد وتتطرق إليه المساحة والتقدير، وكل ما يؤدي إلى جواز التقدير على البارىء تعالى فتجوّزه في حقه كفر من معتقِدِه، وكل من جاز عليه الكون بذاته على محل لم يتميز عن ذلك المحل إلا بكون، وقبيح وصف البارىء بالكون، ومتى جاز عليه موازاة مكان أو مماسته جاز عليه مباينته، ومن جاز عليه المباينة والمماسة لم يكن إلا حادثًا، وهل علمنا حدوث العالم إلا بجواز المماسة والمباينة على أجزائه. وقصارى الجهلة قولهم: كيف يتصوّر موجود لا في محل؟ وهذه الكلمة تصدر عن بدع وغوائل لا يَعْرِفُ غورَها وقعرها إلا كلُّ غوّاص على بحار الحقائق، وهيهات طلب الكيفية حيث يستحيل محال. والذي يَدْحَضُ شُبَهَهُمْ أن يُقال لهم: قبلَ أن يَخْلُقَ العالم أو المكانَ هل كان موجودًا أم لا؟ فمِن ضرورة العقلِ أن يقول: بلى، فيلزمه لو صحَّ قولُه: لا يُعلمُ موجود إلا في مكان أَحَدُ أمرين: إما أن يقول: المكان والعرش والعالم قديم، وإما أن يقول: الربُّ تعالى محدَثٌ، وهذا مآلُ الجهلة والحشويةِ، ليس القديمُ بالمحدَثِ، والمُحدَثُ بالقديم. ونعوذ بالله من الحَيْرة في الدين".

وقال أيضا "فإن قيل: نفيه عن الجهات الست إخبار عن عدمه إذ لا عدَم أشد تحقيقًا من نفي المذكور عن الجهات الست. قلتُ: النفي عن الجهات الست لا يكون ذلك إخبارًا عن عدم ما لو كان لكان في جهة من النافي لا نفي ما يستحيل أن يكون في جهة منه، ألا ترى أن من نفى نفسه عن الجهات الست لا يكون ذلك إخبارًا عن عدمه لأن نفسه ليست بجهة منه. وأما قول المعتزلة: القائمان بالذات يكون [كل] واحد منهما بجهة صاحبه لا محالة، فالجواب عنه: هذا على الإطلاق أم بشريطة أن يكون كل واحد منهما محدودًا متناهيًا؟ الأوّل ممنوع، والثاني مُسَلَّم، ولكن البارىء تعالى يستحيل أن يكون محدودًا متناهيًا.
(تنبيه) هذا المعتقد لا يخالف فيه بالتحقيق سُني لا محدِّث ولا فقيه ولا غيره ولا يجىء قط في الشرع على لسان نبي التصريح بلفظ الجهة، فالجهة بحسب التفسير المتقدم منفية معنًى ولفظًا وكيف لا والحق يقول:{ليس كمثله شىء} (سورة الشورى/11) ولو كان في جهة بذلك الاعتبار لكان له أمثال فضلاً عن مثل واحد"اهـ.


قال الأديبَ أحمد اليافي مفتي الشام محمد خليل المرادي ( ت 1206 هـ ) "قلت: ما الدليل على قيامه بنفسه أيها الأجلّ؟ قال: استغناؤه عن المخصِّص والمحل "، وقال: "قلت: ما الدليل على أنه ليس بجسم ولا عرض في زمان؟ قال: عدم افتقاره إلى المحل والمكان". علماء دمشق وأعيانها في القرن الثالث عشر الهجري 1/ 72 1- 73 1


قال العلامة الدسوقي ( ت 1230 هـ ) في حاشيته على شرح أم البراهين عند قول المصنف في المستحيلات "أو يكون في جهة أو يكون له هو جهة: حاصله أنه يستحيل أن يكون له تعالى جهة بأن يكون له يمين أو شمال أو فوق أو تحت- أو خلف أو أمام لأن الجهات الست من عوارض الجسم ففوق من عوارض الرأس وتحت من عوارض الرجل ويمين وشمال من عوارض الجنب الأيمن والأيسر وأمام وخلف من عوارض البطن والظهر ومن استحال عليه أن يكون جرمّا استحال عليه أن يتصف بهذه الأعضاء ولوازمها". ذكره محمود خطاب السبكي في كتابه إتحاف الكائنات ص/ 130


قال الشيخ الصوفي الزاهد العلامة مولانا خالد بن أحمد النقشبندي ( ت 1242 هـ ) دفين دمشق "أشهد بأن الله ليس بجسم ولا جوهر ولا عرض، وكذلك صفاته، لا يقوم به حادث ولا يحل في شىء ولا يتحد بغيره، مقدس عن التجسم وتوابعه وعن الجهات والأقطار". علماء دمشق وأعيانها في القرن الثالث عشر الهجرى 1/ 422

قال أيضا "تقدس- أي. الله- عن أن يَحويه مكان فيُشار إليه أو تضمه جهة".المصدر السابق 1/ 312


قال مفتي بيروت المحدث الشيخ عبد اللطيف فتح الله الحنفي ( ت 1260 هـ )عن قول صاحب بدء الأمالي "نسمي الله شيئا لا كالاشيا وذاتا عن جهات الست خالـي" فقال "قد لم ثبت بالدليلين النقلي، والعقلي مخالفته تعالى للحوادث قوله تعالى " لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ" وغير ذلك من الأدلة النقلية والعقلية ذكرها أهل الكلام، والكلام عليها طويل". أنظر ديوان المفتي الشيخ عبد اللطيف فتح الله، طبع بيروت

قال الشيخ محمد عثمان الميرغني المكي الحنفي ( ت 1268 هـ ) "مخالفته للحوادث: ومعناها عدم الموافقة لشىء من الحوادث، وليس تعالى بجوهر ولا جسم ولا عرض ولا متحرك ولا ساكن، ولا يوصف تعالى بالصغر ولا بالكبر، ولا بالفوقية ولا بالتحتية، ولا بالحلول في الأمكنة، و لا بالاتحاد ولا بالاتصال و لا بالانفصال، ولا باليمين ولا بالشمال ولا بالخلف ولا بالأمام، ولا بغير ذلك من صمات الحوادث".منظومته مُنجية العبيد ص/16

قال الشيخ محدث بيروت محمد بن درويش الحوت الحسيني البيروتي الشافعي الأشعري ( ت 1276 هـ ) "اعلم أنه تعالى منزه عن الحلول والاتحاد بشىء من الكون".رسائل في بيان عقائد أهل السنة والجماعة ص/40

وقال أيضا "ولا يدخل في وجوده- تعالى- زمان ولا مكان، فإنه السابق على الزمان والمكان".
رسائل في بيان عقائد أهل السنة والجماعة ص/ 44- 49

وقال أيضا "إن الله تعالى ليس بنار ولا نور ولا روح ولا ريح ولا جسم ولا عرض ولا يتصف بمكان ولا زمان ولا هيئة ولا حركة ولا سكون ولا قيام ولا قعود ولا جهة ولا بعلو ولا بسفل ولا بكونه فوق العالم أو تحته، ولا يقال كيف هو ولا أين هو". رسائل في بيان عقائد أهل السنة والجماعة ص/ 44- 49

وقال أيضا "نّزِّه الحقَّ سبحانه وتعالى عن كل ما يوهم الجسمية أو المكان أو الحدوث، وفوَّض علم الحقيقة له تعالى في المتشابه نحو قوله تعالى "الرَّحْمَنُ على العرش استوى"". المصدر السابق ص/ 106

قال الشيخ إبراهيم البيجوري الشافعي ( ت 1277 هـ ) "- إن الله يُرى- بلا تكيف للمرئي بكيفية من. كيفيات الحوادث من مقابلة وجهة وتحيز وغير ذلك". تحفة المريد على جوهرة التوحيد رقم البيت 54/ ص.80

وقال أيضا "ويجب في حقه تعالى القيام بالنفس، ومعناه أنه تعالى لا يفتقر إلى محل ولا إلى مخصص". مرسالة في علم التوحيد، أنظر مجموع، أمهات المتون ص/ 40


قال الشيخ أحمد مرزوقي المالكي المكي ( ت 1281 هـ ) في منظومته عقيدة العوام "وبعد إسراءٍ عُـرُوجٌ للسـما حتى رأى النبيُّ ربَّا كلَّما من غير كيف وانحصارٍ وافْترضْ عليه خَمْسا بعد خمسين فَرَضْ". ومراده من غير كيف وانحصار: أي من غير أن يكون الله تعالى في جهة أو مكان.

قال الصوفي العارف بالله الزاهد العابد الشيخ بهاء الدين محمد مهدي بن علي الرواس الصيادي الحسيني الشافعي ( ت 1287 هـ ) "الوسيلة الأولى صحة الاعتقاد، ولنذكر ذلك بالاختصار على الوجه الكافي، وهو أن يعتقد المرء أن الله واحد لا شريك له، وهو الأول والآخر، والظاهر والباطن ليس كمثله شىء، لا يحده المقدار، ولا تحويه الأقطار، ولا تحيط به الجهات، ولا تكتنفه السموات". بورق الحقائق ص/420


قال الشيخ عمر بن محمد الأنسي الشافعي البيروتي ( ت 1293 هـ ) "مكانٌ شادَه شرفا وعِزَا إلهٌ لا يحيط به مكانَ". ديوان المورد العذب ص/276

قال الشيخ عبد الغني الغنيمي الميداني الحنفي الدمشقي ( ت 1298 هـ ) "والله تعالى ليس بجسم، فليست رؤيته كرؤية الأجسام، فإن الرؤية تابعة للشىء على ما هو عليه، فمن كان في مكان وجهة لا يرى إلا في مكان وجهة كما. هو كذلك، ويرى- أي المخلوق- بمقابلة واتصال شعاع وثبوت مسافة ومن لم يكن في مكان ولا جهه وليس بجسم فرؤيته كذلك ليس في مكان ولا جهة". انظر شرحه على العقيدة الطحاوية ص/69

قال الشيخ المتكلم عبد الله بن عبد الرحمن الدهلي الحنفي
( ت 1299 هـ ) "أقول: إن معنى كلامهم إن المولى سبحانه وتعالى منزه عن الجهات الستة أن المعنى في ذلك أنه لا تحويه جهة من هذه الجهات الستة بل ولا كلها". روض المجال في الرد على أهل الضلال ص/7

قال الشيخ محمد بن أحمد عليش المالكي ( ت 1299 هـ ) عند ذِكر ما يوقع في الكفر والعياذ بالله "وكاعتقاد جسمية الله وتحيّزه، فإنه يستلزم حدوثه واحتياجه لمحدِث".منح الجليل شرح مختصر خليل 9/206


رابط ذو صله : http://www.sunnaonline.org
القسم : العقــيدة الإســلامية
الزيارات : 6920
التاريخ : 23/12/2010