www.sunnaonline.org

كيف نعلم أولادنا الصوم في رمضان



شهر رمضان شهر الخيرات والبركات، وهو بمثابة مدرسة لتربية الأجيال الناشئة على حبّ الطاعات.فيتعلم المسلم جملة من العِبر والدروس النافعة، منها تحمّل مشقة الصيام طوال شهر كامل، وبذل وعطاء للأهل والأرحام، وإحسان وبِرّ للفقراء وأصحاب الحاجة، واجتهاد في الطاعات، منها قيام الليل وصلاة التراويح وإحياء ليلة القدر وغيرها العديد من الطاعات.ا

والصيام مدرسة ليس للكبار البالغين فقط، بل وللصغار أيضًا متى عرف الوالدان سبل الاستفادة من هذا الشهر الكريم واستغلاله لأجل تحقيق الفوائد العظمى المنشودة.ا
وهذا الشهر الكريم فرصة سانحة للأم، لأنها تقضي معظم وقتها مع أطفالها، وذلك بأن لها الجهد الكبير لتربيتهم وتوجيههم وتشجيعهم على أداء العبادات...حتى إذا انقضى الشهر الكريم رأت أثره الطيب على أولادها وعلى سلوكهم.ا

فإيقاظ الأطفال لتناول السحور يُشعرهم بالسعادة، وهو نوع من تغيير العادة بالنسبة إليهم، وكذلك صلاة الفجر جماعة مع الأهل فيها ترسيخ لصلاةِ الجماعة، وترك النوم عند الفجر، والتعوّدِ على الاستيقاظ المبكر.ا وكذلك اهتمام الأهل بإعطاء الولد الطعام والذهاب به إلى المسجد، لإعطائه للفقراء فيشعر بأهمية الصدقة، وتفطير الصائمين الفقراء، فيتربى على حب الخير والعطاء وعلى التعاطف مع إخوانه المسلمين في رمضان وغيره من الشهور. فإحساس الطفل بالجوع يعلمه التعاطف مع الفقراء الذين لا يجدون ما يسدّ جوعهم.ا

وينبغي للأهل غرس المفاهيم العامة للصوم في نفس الطفل، وشرح معنى الأجر والثواب،فيحس بالحماس لأداء هذه الفريضة، ويقدر معنى زكاة الفطر وأهميتها للفقير.ا
كذلك يستطيع الأب مرافقة أطفاله إلى المسجد،لحضور مجالس العلم وأداء الصلوات، والاعتكاف في المسجد، فيكون بذلك معلمًا لهم، وقدوة صالحة يقلدونه في أقواله وأفعاله. ولتحرص الأم على السماح لأطفالها بمساعدتها في إعداد الطعام فهذا يفرحهم ويشغل وقتهم ويعلمهم العمل الجماعي.ا

وليكن علم سلفنا الصالح قدوة لنا، فهذه الربيعة بنت معوذ-إحدى الصحابيات- تقول "إنه لما أمرنا رسول الله بصيام عاشوراء كنا نصومه ونصوّم صبياننا حتى إذا بكى على الطعام نعطيه اللعبة من العِهْن (القطن) حتى يكون عند الإفطار".ا وهكذا يعتاد الطفل تدريجيًا على الصوم ويتعلق به في سن مبكرة.ا

وللجدّ والجدّة دور حيث يرويان للصغار السيرة النبوية وقصص الأنبياء. والغزوات الإسلامية، وسيرة أبطال الصحابة كعلي بن أبي طالب، وخالد بن الوليد وأبي عبيدة بن الجراح وغيرهم. وهذه القصص تزرع في نفوس الصغار المبادىء العظيمة والأخلاق الكريمة والشجاعة والتضحية والإيثار وحب الجهاد والصبر.ا يقول الشاعر:ا

وينشأ ناشىء الفتيان مِنّا ~~~ على ما كان عوّده أبوها

وشهر رمضان مناسبة عظيمة لتعليم الصغار قراءة القرءان وحفظه، ورصد الجوائز تشجيعًا لهم. وهكذا يستشعر الأهل بعظمة الخالق وحقّه على عباده، وبهذا تغرس في نفس الولد مخافة الله وهذه حقيقة التقوى، ويتعلم كسر نفسه بالابتعاد عن الملذات من مأكل ومشرب. فرمضان فرصة عظيمة لتعليم أولادنا حب الخير قولا وعملا.اا



رابط ذو صله : http://www.sunnaonline.org
القسم : الخــطب والـــدروس
الزيارات : 3100
التاريخ : 16/7/2010