www.sunnaonline.org

رد الاحباش على مقال نشر في روز اليوسف بتاريخ 22 / 12 / 2007

جناب رئيس تحرير مجلة "روز اليوسف" الأستاذ عبد الله كمال تحية عطرة وبعد،

نشرت مجلة "روز اليوسف" في عددها رقم 4150 بتاريخ 22- 28 /12/2007 مقالاً مليئا بالافتراءات ضد من سميتموهم "تنظيم الأحباش" ، وقد سبق لكم ذلك، وآخر رد لنا عليكم كان حول مقال نشرتموه بتاريخ 5- 11- 2005 ، وقد نشرتم الرد في حينه ، ولكنكم أعدتم مجددا ذكر معظم الأمور التي رددنا عليها. ودحضا لهذه الافتراءات فإننا نضع بين يديكم هذا الرد على النحو التالي:


أولا: اخترتم عنوانا لمقالكم على غلاف المجلة اتهمتم فيه "الأحباش" بأنهم "تنظيم منحرف حاول اختراق مصر، وأنهم يدعون إلى "السحر وسب الصحابة والصلاة عكس القبلة" ، فكيف ترتضون هذا العنوان ومعلوم أن هذه الأمور الثلاثة أي السحر وسب الصحابة والصلاة عكس القبلة هي من الأمور المحرمة في شرع الله ونحن ندرسها في مناهجنا التعليمية.

وبالنسبة لموضوع القبلة أفرد الشيخ عبد الله الهرري في كتابه "بغية الطالب" فصلا بعنوان "من شروط صحة الصلاة: استقبال القبلة". وبالنسبة لموضوع السحر قال الشيخ عبد الله الهرري في كتابه "بغية الطالب" "إن من معاصي البدن التي هي من الكبائر السحر وهو من السبع الموبقات التي ذكرها رسول الله في حديثه".


وبالنسبة للصحابة قال الشيخ عبد الله الهرري في كتابه "
بغية الطالب" "ومن الواجبات القلبية محبةُ الله ورسوله والصحابة والآل والصالحين" . ويكفي هذا في الرد على من يفتري على الشيخ ويزعم أنه يسب الصحابة. وإنما المسألة تتعلق بأمرِ ما جرى بين الإمام علي ومعاوية من قتال، وأن الحق كان في جانب علي رضي الله عنه. فقد روى البخاري وابن حبان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار". وهذا الحديث متواتر رواه أربعة وعشرون من الصحابة، ذكر ذلك السيوطي والمناوي وغيرهما.

وروى الحافظ البيهقي في كتاب "الاعتقاد" أن الإمام الشافعي رضي الله عنه قال
"وكل من نازع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في إمارته فهو باغ". ونقل الإمام عبد القاهر الجرجاني في كتابه "الإمامة" إجماعَ أهل السنة والجماعة على أن الإمام عليا رضي الله عنه كان مصيبًا في قتاله وأن الذين قاتلوه بغاة ظالمون له ولكن لا يجوز تكفيرهم ببغيهم.

ثانيا: أشار العنوان الرئيس للمقال إلى ما أسميتموه "أسرار تنظيم الأحباش الذي حاول اختراق مصر". والرد أنه ليس هناك تنظيم يسمى "الأحباش" إنما هناك أناس درسوا على رجل عالم من أهل الفضل والتصوف والصلاح هو العلامة الفقيه المحدث الشيخ عبد الله الهرري المعروف بالحبشي وهم منتشرون في كافة فئات المجتمع في لبنان وخارجه من رجال ونساء وشباب وشابات وأطفال حتى إن هناك أسراً بكاملها درست عند هذا العالم الصالح.


وقد قام هؤلاء من خلال انتمائهم إلى جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية ببناء مدارس ومعاهد وجامعة ومؤسسات صحية وإعلامية وكشفية وشبابية وغيرها من مؤسسات تنشر الثقافة المستنيرة، وتساهم في الرقي والتقدم وخدمة المجتمع والوطن. وكل هذه المؤسسات مؤسسات قانونية لها تاريخ وحاضر يشهدان بالنصاعة والسداد وعظمة المنهج والأهداف.


ثالثا: إن جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية في لبنان جمعية إسلامية كبيرة بما تمثله على الصعيد الشعبي، وبما حققته وتعمل على تحقيقه من إنجازات وفق إمكانياتها المتوفرة. وهي فئة من المسلمين من أهل السنة والجماعة، في العقيدة على مذهب الإمام أبي الحسن الأشعري والإمام أبي منصور الماتريدي، وفي الفقه على مذهب الإمام الشافعي، وتعمل بالحكمة والموعظة الحسنة وتنتهج نهج الاعتدال والوسطية وهذا أمر معروف عنها يشهد لها به أداؤها في زمن الرخاء وزمن الشدة، وتاريخها وواقع حالها ومنهاجها الناصع.


رابعا: إن منهج طلاب العلامة الشيخ عبد الله الهرري سواء كانوا في لبنان أم خارجه مأخوذ من الكتاب والسنة على حسب ما شرحه أئمة المذاهب الكبار وفطاحل علماء الأمة، تشهد بذلك كتب العلامة الشيخ الهرري وإصدارات جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية التي بادرت إدارة الأزهر الشريف في مصر العزيزة إلى تقريظها والموافقة على ما فيها بأوراق رسمية موثقة.


خامسا: من جملة هذه الافتراءات أنكم قلتم إننا ندعو المسلمين للصلاة بدون وضوء ، وهذا محض افتراء، وكتبنا شاهدة على ذلك فارجعوا إليها إن كنتم تبحثون عن الحقيقة، والمسلم الصغير كما الكبير يعرف أن الوضوء شرط من شروط صحة الصلاة وقد أفرد الشيخ عبد الله الهرري في كتابه "بغية الطالب" بابا خاصا لشروط صحة الصلاة ومنها الوضوء ، وشرح فرائض الوضوء ومبطلاته. وهذه الفرية بحد ذاتها دليل واضح على أن مطلقي هذه الافتراءات يتعمدون الافتراء والتجني.


سادسا: قلتم إننا "نطلب البركة من القبور" ، وهذا غير صحيح فنحن نطلب البركة من الله وليس من القبور، مع اعتقادنا أن الأنبياء والأولياء في القبور أناس مكرمون منعمون ولهم بركة وفضل وجاه عند الله سبحانه وتعالى. ومعلوم أنه من عادة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ، ومنهم أهل مصر ، زيارة قبور الأنبياء والصالحين للبركة، ومن ادعى أن هذا ضلال فقد ضلل الأمة كلها في زيارتها لقبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وضلل أهل مصر لزيارتهم مقامات سيدنا الحسين والإمام الشافعي والسيدة زينب والسيدة نفيسة والسيد البدوي وغيرهم من أهل العلم والفضل والصلاح.


سابعا: قلتم إنه لما كان الشيخ عبد الله الهرري في بلاده كان له "اجتهادات شاذة جعلته على اختلاف كبير مع علماء الدين في بلاد الحبشة"، وإنه لُقّبَ في المملكة السعودية بشيخ الفتنة . وعجبا منكم كيف تتبنون مثل هذه الأفكار التي أطلقها التكفيريون دعاة السلفية ، ذلك أن خلاف الشيخ الهرري في الحبشة وغيرها هو مع الوهابية الذين يحاربون أهل الاعتدال ويحاربون الأشاعرة والتصوف، والذين يكفّرون المسلمين لأنهم يزورون القبور، والذين يحرّمون على المرأة قيادة السيارة والاحتفال بالمولد النبوي الشريف، ويكفّرون مسلمي مصر لأنهم يزورون مقام الإمام الحسين وغيره للتبرك ، والخلاف مع أمثال الوهابية من أصحاب الفكر التكفيري الشمولي الذين يكفرون الحاكم المسلم والمحكوم المسلم لأنه لا يثور على الحاكم.


ثامنا: تطرقتم بشىء من التفصيل إلى موضوع علاقة جمعية المشاريع بمؤسسة الأزهر ، وشككتم بتوقيع اتفاقية التعاون بينهما، وقلتم إننا زعمنا أنه تم الاتفاق على بناء فرع لجامعة الأزهر في لبنان ونشرنا ذلك في مواقعنا على الانترنت . وردنا أنه تم بالفعل في السابع عشر من تشرين الثاني (نوفمبر) 1999 توقيع اتفاق علمي وثقافي بين جامعة الأزهر في مصر وجمعية المشاريع الخيرية الإسلامية في لبنان، وجرى حفل توقيع الاتفاق في فندق الكومودور في بيروت بحضور رئيس جامعة الأزهر آنذاك الدكتور احمد عمر هاشم ورئيس جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية سماحة الشيخ حسام قراقيرة وحشد كبير من المشايخ والعاملين في الحقلين التربوي والاجتماعي ، وهذا أمر موثق بالصوت والصورة، وكتبت عنه الصحف اللبنانية. ولم نقل إننا اتفقنا على بناء فرع للأزهر في لبنان. ونحن نعلم أنه بعد ذلك التوقيع مورست ضغوطات كثيرة أدت الى صدور بيان باسم الدكتور أحمد عمر هاشم نشر في الإنترنت إلا أن هذا لن يوقف مسيرة جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية التي هي حريصة كل الحرص على تواصل التعاون مع الأزهر على وجه الخصوص ومع جميع المؤسسات والجمعيات والمراجع الدينية الإسلامية.


تاسعا: تحدثتم عما أسميتموه "دور وعلاقات جمعية المشاريع بما يتخطى الأبعاد الخيرية والدينية المعتادة" وزعمتم أنه أوكل إليها "أدوار سياسية وأمنية لتنفيذها بالنيابة عن الغير". ومثل هذا أيضا هو من نسج خيال أعداء الاعتدال ذلك أن الجمعية لم تخرج عن الدور الذي رسمته هي لنفسها بأن تكون مؤسسة للاعتدال والإصلاح ونشر الفضيلة ومحاربة التطرف، والجمعية ليست أداة بيد غيرها ولا تمارس أدوارا بالنيابة عن الغير.


عاشرا: عمدتم إلى التشكيك بانتساب "الأحباش" إلى المذهب الشافعي وهو تشكيك باطل بلا دليل ساقكم إليه أنكم تبنيتم ، وللأسف الشديد ، افتراءات الحركة الوهابية ضدنا وليتكم لم تفعلوا، وكتبنا هي على المذهب الشافعي فارجعوا إليها واقرأوها مليا.


حادي عشر: قلتم إننا نؤول الاستواء المذكور في القرءان الكريم بالاستيلاء كالمعتزلة والجهمية. والجواب على ذلك إننا نؤول استواء الله على العرش بالاستيلاء والقهر كما يفعل ذلك علماء أهل السنة والجماعة ، ونحن ننزه الله عن مشابهة المخلوقات لذلك لا نفسر استواء الله بالجلوس كما تفعل ذلك الوهابية والمجسمة. والأدلة على ذلك بالآلاف منها ما قاله الفقيه اللغوي المحدث مرتضى الزبيدي نقلا عن الحافظ تقي الدين السبكي: "المقدم على تفسير الاستواء بالاستيلاء لم يرتكب محذورا ولا وصف الله بما لا يجوز عليه"، ثم قال فيمن يفسر الاستواء بالقعود: "ومن أطلق القعود وقال إنه لم يُرِدْ صفات الأجسام، قال شيئا لم تشهد له به اللغة فيكون باطلا وهو كالمقرِّ بالتجسيم المنكرِ له فيؤاخَذ بإقراره ولا يفيده إنكاره".
كما أن مئات علماء الأزهر فسروا الاستواء بالاستيلاء والقهر والمراجع بذلك كثيرة جدا.

ثاني عشر: قلتم من باب الاعتراض إننا نجيز الاستعاذة بغير الله . والجواب على ذلك أننا فعلا نجيز الاستعاذة بغير الله على المعنى الجائز شرعا وهذا لاينافي الإيمان، وذلك لأن الله هو المستعاذ به على الحقيقة أما الاستعاذة بالمخلوق فعلى معنى أنه سبب. والعبادة لها معنى غير معنى الاستعاذة ، فالعبادة لغة وشرعا نهاية التذلل ولا تكون العبادة إلا لله وحده.
والأدلة على ذلك كثيرة منها ما أخرجه الإمام أحمد في المسند بإسناد حسن كما قال الحافظ ابن حجر أن الحارث بن حسان البكري قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم:" أعوذ بالله ورسوله أن أكون كوافد عاد". الحديث بطوله دليل يبطل قول من يزعم أن الاستعاذة بغير الله شرك، وقد جمع الحارث الاستعاذة بالرسول مع الاستعاذة بالله وذلك لأن الله هو المستعاذ به على الحقيقة وأما الرسول فمستعاذ به على معنى أنه سبب.

ووجه الدليل في هذا الحديث أن الرسول لم يقل للحارث "أشركتَ حيث استعذتَ بي" . ولا فرق شرعا بين الاستعاذة بالحي والاستعاذة بالميت فلا الحي الحاضر المستعاذ به خالق ولا الميت، وإنما الله هو خالق كل شىء.

ثالث عشر:
تناولتم موضوع اتجاه القبلة في أميركا وكندا وزعمتم أننا حرفنا الاتجاه تسعين درجة. والرد على ذلك أن هذا غير صحيح ، والصحيح أن المتطرفين الجهلة هم الذين حرفوا اتجاه القبلة في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وصاروا يأمرون الناس بالتوجه إلى الشمال الشرقي، أما اتجاه القبلة الصحيح في تلك البلاد فهو الجنوب الشرقي، والأدلة الشــرعية على ذلــك كثيرة جدًا. وقد أصدر شيخ الأزهر بيانًا بتـاريخ 7 / 2 / 1994 يؤكد أن اتجاه القبلة في امريكا الشمالية وكندا هو إلى الجنوب الشرقي كما نحن نقول، ولكن هذه الفتوى لم تعجب خوارج هذا العصر.


رابع عشر: قلتم إننا نعتقد أن الارض نصف كروية على شكل نصف برتقالة. والرد أن هذا غير صحيح، وما يقوله الشيخ عبد الله الهرري هو أنه يجوز أن يقال إن الأرض كروية بمعنى أنها تشبه الكرة.


خامس عشر: قلتم إنه "اشتهر عنا أننا نثير الشغب في المساجد ونضرب أئمتها"، وهذا كلام غير صحيح أيضا فنحن الذين تعرضنا لأذى المتطرفين وصبرنا وتوكلنا على الله رب العالمين حتى وصل الأمر بهؤلاء أن اغتالوا رئيس جمعيتنا سماحة الشيخ نزار حلبي رحمه الله في الواحد والثلاثين آب أغسطس من عام 1995 وقتلوا قبله أحد دعاتنا الشيخ محمد صنع الله ، واعتدوا بالضرب على عدد كبير من المشايخ والدعاة وأعضاء الجمعية.


سادس عشر: تناولتم انتشار جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية في لبنان بطريقة مضخمة حتى قلتم "إن ابنية مدارسها تفوق سعة المدارس الحكومية" وهذا غير صحيح ولكن ما هي المشكلة لو كان صحيحا؟!!! فإن مدارسنا هي منارات للعلم والثقافة وهذا أمر يشرفنا ونعتز به.


سابع عشر: قلتم إننا نكفر الحركات الإسلامية والعلماء المشهورين قديما وحديثا مثل ابن تيمية . والرد على ذلك إننا لا نكفر الحركات الاسلامية الحقيقية ولا نكفر العلماء المسلمين، أما ابن تيمية فهو ليس من علماء المسلمين إنما هو رجل شذّ عن إجماع الأمة وقد حكم عليه قضاة المذاهب الأربعة في زمانه بالضلالة. وقد قال المحدث الحافظ ولي الدين العراقي في كتابه "الأجوبة المرضية على الأسئلة المكية" عن ابن تيمية :"إنه خرق الإجماع في مسائل كثيرة قيل تبلغ ستين مسألة بعضها في الأصول وبعضها في الفروع خالف فيها بعد انعقاد الإجماع عليها". وقال الإمام الحافظ تقي الدين السبكي في "الدرة المضية" عن ابن تيمية إنه "أحدث ما أحدث في أصول العقائد، ونقض من دعائم الإسلام الأركانَ والمعاقد بعد أن كان مستترا بتبعية الكتاب والسنة".


كما أن الذهبي الذي هو تلميذ ابن تيمية طعن فيه وقال عنه إنه كان متكبرًا وأفرط في حب الرئاسة. وفي كتاب "المقالات السنية في كشف ضلالات أحمد ابن تيمية" كفاية لمن أراد معرفة حقيقة ابن تيمية. وهناك مئات الكتب التي ألفها علماء المسلمين ، ومن بينهم علماء الأزهر ، في بيان انحراف وضلال ابن تيمية فارجعوا إليها.

ثامن عشر: ادعيتم أننا نروج لمذاهب الجهمية والمعتزلة والجبر والإرجاء والباطنية والرفض وهذا ادعاء غير صحيح تشهد عليه كتبنا ومنشوراتنا التي فيها بيان عقيدة أهل السنة والجماعة ، فانظروا فيها قبل أن تروجوا لهذا الكلام غير الصحيح.


تاسع عشر: قلتم إننا نروج للتصوف ، وهذا صحيح فالشيخ الهرري رجل صوفي زاهد عابد وهو يدعو إلى الصوفية الحقة ويحذّرُ من البدع السيئة والخرافات التي تجري باسم التصوف . والتصوف هو سلوك مبني على الشريعة الإسلامية ، والصوفي هو من لبس الصوف على الصفا واتبع طريق المصطفى وأذاق الهوى طعم الجفا. والهجوم علينا من باب أننا نروج للتصوف هو في الحقيقة هجوم على التصوف بحد ذاته ولا يفعل ذلك إلا نفاة التوسل وأعداء الصوفية وهم شرذمة قليلة.


عشرون: زعمتم أن الشيخ عبد الله الهرري يقول "إن القرءان ليس كلام الله وإن جبريل هو الذي أنشأ ألفاظ القرءان الكريم" " ونسبتم ذلك إلى كتابه "إظهار العقيدة السنية". والرد على ذلك أن الشيخ عبد الله الهرري نص في كتابه على أن القرءان كلام الله وليس من تأليف جبريل ولا سيدنا محمد، ولكنه بيّن أن القرءان له إطلاقان، يُطلق على الكلام الذاتي الذي هو صفة الله، وصفات الله أزلية، فلا يكون حرفا ولا صوتًا. ويطلق القرءان على اللفظ المنزل على سيدنا محمد، ويسمى كلام الله لأمرين، الأول أنه ليس من تصنيف ملك ولا بشر، والثاني أنه عبارة عن كلام الله الأزلي فالعبارة مخلوقة والمعبَّر عنه غير مخلوق، كما إذا قلنا كلمة "الله" فاللفظ مخلوق وهو العبارة، والمعبَّر عنه هو الخالقُ غير مخلوق.


واحد وعشرون: قلتم إننا نقول "من صلى بالنجاسة صحت صلاته ولا فرق بين النجاسة المغلظة والمخففة"، والرد أن الشيخ عبد الله الهرري ينص على أن من شروط صحة الصلاة الطهارة من الحدثين الأصغر والأكبر، والطهارة عن النجاسة في البدن والثوب والمكان والمحمول له، وهذا في كتابه "مختصر عبد الله الهرري الكافل بعلم الدين الضروري", وهذا هو مذهب الإمام الشافعي رضي الله عنه.


اثنان وعشرون: قلتم إن الشيخ الهرري يقول "إن الله يعين الكافر على كفره" والجواب على ذلك أن معنى الإعانة هو التمكين والإقدار وهذا موافق لقول الله تعالى "فألهمها فجورها وتقواها" وقوله تعالى "وأنه هو أضحك وأبكى". فالله سبحانه وتعالى هو الذي يخلق القدرة في عباده على فعل الأشياء وهو خالق كل شىء، والله يعين المؤمن على إيمانه ويعين الكافر على كفره أي يجعل فيهما القدرة على ذلك. وليس معنى الإعانة المحبة، فالله يحب الإيمان ولا يحب الكفر.


ثلاث وعشرون: قلتم إنه لنا طقوسنا الخاصة، وهذا غير صحيح فنحن نصلي ونصوم ونحج ونزكي ونؤدي بقية العبادات كما أمر الله، وليس لنا أية عادات أو طقوس خاصة أو جديدة بل نحن نتبع ما هو منصوص عليه في الشريعة الإسلامية . والغريب أنكم نشرتم صورة ضمن المقال كتبتم تحتها "الأحباش في أحد طقوسهم" وهي لا علاقة لنا بها ولا تمثل أي نشاط من أنشطتنا، ولا تعود إلى أشخاص منا، فمن أين جئتم بها؟!!!! وكيف قبلتم أن تنشروا صورة لا علاقة لها بنا لا من قريب ولا من بعيد موهمين الناس أنها تمثل طقوسنا؟!!!


أربع وعشرون: قلتم إنه عندنا ما أسميتموه "الخلوة المحرمية" حيث نعتزل الناس ونمتنع عن الطعام أسبوعا ونقتصر على اللوز والسكر، وأن عندنا ما أسميتموه "حبوب العهد" ، وهذا كله غير صحيح من نسج الخيال بغرض تشويه السمعة وإثارة الغبار وتشويش أذهان الناس وتنفيرهم منا.


خمس وعشرون: أنهيتم مقالكم بالإشارة إلى التقارير السابقة لرئيس لجنة التحقيق الدولية باغتيال الرئيس رفيق الحريري "ديتليف ميليس" بغرض أن تلقوا بالشبهة علينا في هذا الموضوع، ونحن نؤكد أن هذه الشبهة باطلة وأن ما أشيع حولنا بخصوص اغتيال الرئيس الحريري هو تجن وظلمٌ وافتراء.


وأخيرا ، نأمل منكم من جديد أن لا تتسرعوا في إطلاق الاتهامات غير الصحيحة، وكنا تمنينا عليكم في المرة السابقة الاستعلام منا قبل الاتهام ولكنكم لم تفعلوا فكان ردنا هذا الذي نطلب منكم نشره في العدد القادم رقم 4151 في نفس الموضع مع وضع عنوان على الغلاف مع احتفاظنا بحقنا باللجوء إلى القضاء المختص.


العنوان الرئيس على الغلاف: ليس هناك تنظيم اسمه "الأحباش"....
الشيخ الهرري المعروف بالحبشي عالم شافعي وصوفي

عنوان المقال داخل المجلة: - طلاب الشيخ الهرري من أهل السنة والجماعة

عناوين فرعية:

- يحبون الصحابة وعلماء الأمة الصالحين
- ينبهون من مخاطر التطرف والمتطرفين
- يرفضون الفكر التكفيري الشمولي
- يؤمنون بالتصوف ويزورون أضرحة الأولياء كسائر المسلمين في مصر والبلاد العربية والإسلامية
- ليس لديهم طقوس خاصة
- يتعرضون لحملة من الافتراءات بغرض التشويه وتنفير الناس منهم
- جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية تسير على نهج الاعتدال ونبذ التطرف

تاريخ الإضافة : 15/4/2012
الزيارات : 8540
رابط ذو صله : http://www.sunnaonline.org
الكاتب : SunnaOnline | سنة اون لاين
القسم : رد شبه المفترين على الهرري

التعليقات على الماده